ترأس سعادة المدير العام المهندس عادل الصقر وفد المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين المشارك في اجتماعات الدورة العادية الثالثة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك التي عقدت في الجمهورية التونسية بمقر اتحادات إذاعات الدول العربية خلال الفترة 28-31 مايو الجاري برئاسة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط وبحضور بعض الأمناء العامين المساعدين للجامعة العربية ومشاركة المدراء العامين للمنظمات العربية والأمناء العامين للاتحادات العربية النوعية المتخصصة.
ناقشت الاجتماعات عددا من الموضوعات منها تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الأوضاع في المنطقة العربية وخاصة الأمن الغذائي العربي وفي هذا الجانب قدمت المنظمة مداخلة تطرقت فيها الى الدراسة التي قامت المنظمة بإعدادها عن تداعيات هذه الأزمة على قطاعي الصناعة والتعدين في الدول العربية من خلال تسليط الضوء على تأثر العديد من القطاعات: كقطاع الصناعات الغذائية، قطاع النفط والغاز، قطاع الأسمدة، قطاع الصلب وقطاع التعدين بمجالاته المختلفة، كما ركزت الدراسة على ضرورة تقوية الاقتصاد العربي ضمن الخريطة الصناعية والتعدينية العالمية لمواجهة هذه الأزمة وبما يضمن الاكتفاء الذاتي نظراً لما تزخر به المنطقة العربية من موارد طبيعية وثروات معدنية ومنتجات صناعية متنوعة تمكنها من تحقيق ذلك.
وتناولت مداخلة المنظمة في الاجتماع الدور الذي تقوم به لمواكبة مايشهده العالم من تحولات رقمية في ظل الثورة الصناعية الرابعة حيث أنشأت المنظمة منصة رقمية تحت مسمى "منصة طلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية العربية" apip.online، وهي تهدف إلى السعي لتعزيز التجارة العربية البينية للمنتجات الصناعية والتعدينية ودعم فرص العرض والطلب وفتح قنوات التواصل بين الهياكل الإنتاجية الصناعية والتعدينية بمختلف القطاعات في الدول العربية.
يذكر أن الاجتماع ناقش أيضا مقترح التركيبة البنائية للجامعة الذكية، نتائج الاجتماع التنسيقي حول إعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، ودراسة إنشاء مركز عربي معلوماتي متكامل لمجابهة التهديد السيبراني.
بالإضافة إلى تقريرا بشأن متابعة تنفيذ قرارات الدورة الماضية التي عقدت في الرياض، ونتائج اللجان المشكلة.
قام معهد التدريب والاستشارات الصناعية التابع للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين بتنظيم دورة تدريبية لصالح المركز الوطني للمواصفات والمعايير القياسية بدولة ليبيا خلال الفترة من 24-27 مايو 2022 بمقر المنظمة بالرباط، وذلك لتأهيل المختصين لديهم في مجال الحلال، حيث تم خلال هذه الدورة تعريف المشاركين بالبرنامج العربي للحلال والذي يمثل منظومة اعترف متعدد الأطراف بشهادة وعلامة الحلال العربية، والقواعد والإجراءات اللازمة لمنح شهادة وعلامة الحلال العربية لجميع الدول العربية التي ترغب بالانضمام إليه من اجل حماية منتجات الحلال التي تنتج في الدول العربية وكذا المنتجات المستوردة من دول العالم من علامات الحلال غير موثوق فيها ولا تتوفر فيها شروط المهنية والمصداقية اللازمة في مجال الحلال، كما يعمل البرنامج على ضمان مطابقة المنتجات الأجنبية لمتطلبات مواصفات الحلال العربية قبل ولوجها إلى الأسواق العربية.
كما تم إطلاع المشاركين على التجربة المغربية في مجال الحلال وذلك من خلال زيارة للمعهد المغربي للتقييس والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، وزيارة ميدانية إلى مركب الزين للصناعات الغذائية وهو إحدى الشركات المغربية الحاصلة على شهادة الحلال المغربية.
المنظمة ترافق الوفد الليبي لزيارة ميدانية لمصنع زين احد المصانع الحاصلة على شهادة حلال الوطنية من المعهد المغربي للتقييس.
شاركت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين في منتدى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية تحت شعار «التجارة البينية ودور القطاع العام والخاص في تحقيق ذلك»، في نسخته الأولى والذي نظمه البرلمان العربي والمنظمة العربية للتنمية الإدارية خلال الفترة من 23 إلى 25 مايو الجاري 2022، بالعاصمة المصرية القاهرة تحت رعاية معالي دولة رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
وقدم السيد محمد كمال خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين ورقة عمل حول منصة طلبات وعروض المنتجات الصناعية والتعدينية العربية التي أطلقتها المنظمة مؤخرا وقامت بتفعيلها لتقديم الدعم والمساندة للمصنعين وأصحاب القرار الصناعي والتعديني في الدول العربية من خلال أفضل الخدمات عبر منظومة معرفية ورقمية ذكية تتوفر على معايير عالمية تبرز الريادة والتمييز للسلع والمنتجات الصناعية والتعدينية العربية لتسهيل ولوجها إلى الأسواق العالمية كما تمكن المنصة من تشجيع التجارة العربية البينية لهذه المنتجات وتعمل على تعزيز منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
ويأتي عقد المؤتمر اتساقا مع سعي الدول العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي برؤية عربية مشتركة، والتوافق على العمل الجاد لتعزيز حجم التجارة البينية بما يعزز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدان العربية، والذي يعتبر مدخل عربي لتحقيق طموحات الدول العربية ومساعيها في تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة لشعوبها وللأجيال المستقبلية، وفي ضوء أيضا تبني الدول العربية لخطط اقتصادية طموحة داخليا وخارجيا تجعلها تتلاقى مع تحقيق الرؤى الإستراتيجية لها.