استعرض خبراء ومسؤولون أبرز التجارب العربية المتميزة في إدارة أنظمة ومعايير السلامة في قطاع التعدين، وطرق التحكم بالمخاطر المهنية في المنشآت التعدينية والصناعية، وذلك خلال ورشة عمل "إدارة السلامة والصحة المهنية في قطاع التعدين"، التي نظمتها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين،بالتعاون مع الشركة العربية للتعدين اليوم الأربعاء 07 يوليو 2021، عبر تقنية الاتصال عن بعد، بمشاركة ممثلي (19) دولة عربية.
وقال المهندس عادل الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، في افتتاح الورشة إن أنظمة السلامة والصحة المهنية تحظى باهتمام كبير من قبل المنشآت الصناعية والتعدينية، نظرا لكونها نهجا وقائيا يهدف إلى إدارة الأزمات والحماية من الحوادث والأمراض المهنية وذلك عبر تطبيق هذه الأنظمة وخاصة نظام الأيزو 45001 الذي يهدف الى الحد من المخاطر، وإنشاء بيئة عمل أفضل وزيادة سلامة الموظفين.
وأورد المدير العام للمنظمة أن الدول العربية قامت بتضمين المتطلبات القانونية اللازمة لذلك في التشريعات المحلية، بالإضافة إلى تعزيز المبادئ التوجيهية وتفعيل المبادرات لإصدار اللوائح والشهادات ذات العلاقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن برامج السلامة والصحة المهنية الوطنية أصبحت أداة لتطوير آليات مبتكرة لتحسين ظروف وبيئة العمل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا انعكاسا لما توليه منظمة العمل الدولية من اهتمام كبير بحماية العاملين في قطاع التعدين من خلال إصدار عدد من الاتفاقيات للسلامة والصحة في المناجم.
وأكد المهندس عادل الصقر على أن الورشة المنعقدة اليوم فرص سانحة للإطلاع على التجارب العربية المتميزة في إدارة أنظمة ومعايير السلامة، وإجراءات الوقاية والحماية من الحوادث المهنية، بالإضافة الى تبادل الخبرات والإطلاع على آلية تحديد وتقييم مخاطر التشغيل وطرق التحكم بها في المنشآت التعدينية والصناعية.
وأعلن المدير العام دعوته للمشاركة في أعمال "المؤتمر العربي الدولي السادس عشر للثروة المعدنية والمعرض المصاحب له"، الذي يحظى برعاية كريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -حفظه الله- رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والمزمع عقده في الفترة ما بين 22-24 فبراير 2022 بإمارة الفجيرة بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية.
من جانبه، تناول الأستاذ حسن التكروري، مدير عام الشركة العربية للتعدين، عن التجارب الناجحة في السلامة والصحة المهنية في قطاع التعدين التي سجلتها الشركة، من أبرزها على سبيل المثال دورها في تخفيف أخطار المخلفات الصناعية المستخدمة في استخلاص المعادن الثمينة على مستوى شركة المصانع الكبرى للتعدين بالمملكة العربية السعودية، وإعادة التدوير والاستفادة منها بما يتماشى مع المعايير البيئية المعتمدة دوليا في هذا المجال.
وتابع الأستاذ حسن التكروري أن الشركة العربية للتعدين، ستقوم من خلال هيئة البحث والتطوير التعديني التابعة لها ، بإيلاء الاهتمام بتنمية وتطوير أنظمة السلامة والصحة المهنية مستقبلا، مبرزا تلك المهام المتمثلة أساساً في تدريب العاملين بقطاع التعدين على تطبيق أنظمة السلامة والصحة المهنية والبيئية المستندة على أفضل المعايير العالمية، بالإضافة إلى إعداد دليل سيضم الإجراءات الموحدة لهذه الأنظمة والعمل على اعتماده من قبل الهيئات الدولية المعنية ذات الصلة.
وعرفت الورشة تقديم ستة عروض فنية في مجال السلامة والصحة المهنية، حيث قدم المهندس عبد العالي لفداوي، مدير المعادن والهيدروكاربورات بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة بالمملكة المغربية عرضاً حول الصحة والسلامة في القطاع المعدني بالمملكة المغربية، واستعرض المهندس سعد نايف التويم، مدير الضمان والامتثال بشركة معادن بالمملكة العربية ألسعودية تجربة الشركة في برنامج التحول لإدارة برامج السلامة.
وتناولت ورقة الجيولوجي مظفر القاضي، مدير المساهمات والاستثمارات والمهندس أسامة نوفل، رئيس قسم متابعة الاستثمارات بالشركة العربية للتعدين، دور الشركة في إدارة استخدام مادة السيانيد لشركة المصانع الكبرى في حين طرح الدكتور هيثم الخضري، مسؤول السلامة والصحة المهنية بمؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية بدولة الإمارات العربية المتحدة، آلية إدارة وتحليل المخاطر والأزمات بالمنشآت الصناعية.
كما ضم برنامج الورشة عرضاً لتجربة الديوان الوطني للمناجم بالجمهورية التونسية في كيفية تطبيق أنظمة السلامة المهنية في إدارة التحاليل والتشخيصات المعدنية في من طرف المهندس فوزي المناعي، مدير مساعد التحاليل المعدنية، وتناول عرض المهندسة آمنة أحمد كحيل المدير التنفيذي بشركة حور الهندسية لخدمات السلامة والصحة المهنية بجمهورية السودان، إدارة السلامة والصحة المهنية في المناجم والمحاجر.
شارك سعادة المهندس عادل الصقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين في حضور أعمال المنتدى الدولي الأول حول موضوع "علوم الفضاء: أهميتها وتحدياتها، والفرص الجديدة في مجال صناعة الفضاء والعالم الإسلامي"، عن بعد الذي تستضيفه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالشراكة مع مؤسسة الفضاء الأمريكية، و بمشاركة رفيعة المستوى من خبراء عرب ودوليين في علوم الفضاء والصناعات المرتبطة بها، ورواد فضاء، وممثلين عن وزارات العلوم والتكنولوجيا في عدد من الدول الأعضاء بالايسيسكو.
أفتتح أعمال المنتدى المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك بكلمة أكد فيها أن علوم وتكنولوجيا الفضاء توفر آفاقا واسعة للتغلب على التحديات التي يواجهها كوكب الأرض، ومن المهم أن تصبح جزءا رئيسا من الخطط والاستراتيجيات طويلة المدى لكل دولة.
وناقشت جلسات المنتدى موضوعات "الوعي بالنظم الإيكولوجية الفضائية وأهمية تكنولوجيا الفضاء للبشرية"، و"التجارة الفضائية وفرص العمل المتاحة في مجال صناعة الفضاء" و "سبل تطوير القوى العاملة المستقبلية للابتكار في مجال الفضاء".
أكد المهندس عادل الصقر المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين ان المنظمة تدعم أنشطة الجهاز العربي للإعتماد من خلال إصدار المواصفات القياسية العربية الموحدة كما تدعم نشاط المترولوجيا في الدول العربية من خلال التجمع العربي للمترولوجيا (ARAMET) ونشاط تقييم المطابقة من خلال اللجنة العربية لتقييم المطابقة مشيراً إلى أن كل هذا يصب في صالح تعزيز دور الاعتماد في المنطقة العربية.
وقال الصقر في كلمته التي ألقاها اليوم الأربعاء 9/6/2021 في الاحتفال الذي نظمه الجهاز العربي للاعتماد (والذي يتخذ من العاصمة التونسية مقره الدائم) تحت شعار " معا نحو تعزيز دور الاعتماد في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية " بمناسبة اليوم العالمي للاعتماد قال إن المنظمة العربية للتنمية الصناعة والتقييس والتعدين تعمل ضمن مجالات عملها على تعزيز وتسهيل التبادل التجاري العربي البيني من خلال دعم البنية التحتية للجودة في الدول العربية على المستويين الوطني والإقليمي مشيراً إلى أن إستراتيجية المنظمة للتقييس والجودة 2019-2023 قد تبنت التنمية المستدامة أساساً لها في اقتراح وتنفيذ مشاريعها تماشياً مع رؤية الأمم المتحدة بهذا الشأن.
ودعا المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين الدول العربية إلى دعم جهود الجهاز العربي للاعتماد للارتقاء بنشاط الاعتماد وتحقيق أهدافه وتطلعاته على المستوى الوطني والإقليمي والدولي والمحافظة على مكتسباته، موضحاً أن العلاقة بين المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين والجهاز العربي للاعتماد هي علاقة تاريخية بدءاً من نشأته ووصولاً إلى حصوله على الاعتراف الدولي، مؤكداً على استمرارية المنظمة في التعاون مع الجهاز من خلال المشاركة في اجتماعاته ولجانه بما يحقق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية.
وتجدر الاشارة إلى أن الجهاز العربي للاعتماد (ARAC) يعد أحد أهم أعمدة البنية التحتية للجودة في الدول العربية وتم إنشاؤه في إطار تنفيذ مشروع تعاون بين المنظمة العربية للتنمية الصناعية و التقييس والتعدين ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولي (سيدا) وحصل الجهاز على الاعتراف الدولي عام 2017 من قبل المنتدى الدولي للاعتماد (IAF) والمنظمة الدولية لاعتماد المختبرات (ILAC).
وتهدف أنشطة الاعتماد المعترف بها دوليا إلى تعزيز الثقة بنتائج وأعمال جهات تقييم المطابقة من مختبرات فحص ومعايرة وجهات التفتيش والمختبرات الطبية وجهات منح الشهادات، وهو ما يضمن الثقة في المنظومة التجارية والصناعية في الدول العربية عبر تأكيد مطابقة منتجاتها للمتطلبات المحلية والدولية ويسهل من انسيابية تدفق السلع والبضائع إلى الأسواق الخارجية.
وتضمن برنامج الاحتفال كلمات لرئيسة الجهاز العربي للاعتماد والمدير العام للرقمنة والتكنولوجيا والأعمال الزراعية (الأمم المتحدة للتنمية الصناعية).